vendredi 29 février 2008

عصابات البنات في باريس

عصابات البنات في باريس
فوجئت الشرطة الفرنسية بعصابات الشوارع تخطّط لإغلاق "تشيليز"- إحدى الضواحي شرق مدينة باريس- وتجهّزوا للتصدّي لموجة جديدة من العنف، الذي أصبح ظاهرة عادية في الضواحي الفرنسية.لكن أفراد الشرطة ذُهلوا هذه المرّة حينما وصلوا إلى موقع الحدث؛ لمَّا رأوا كل المشاركين، في ما بات يعرف بـ"معركة محطة حافلات تشيليز"، من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و 18 عامًا.ويصفّ أحد أفراد الشرطة الذين حضروا الواقعة المشهدَ قائلاً: "لقد كان قتالهنّ يفوق قتال أشرس الذكور؛ فقد كُنَّ يحملن أسلحة بيضاء، ومفكات البراغي، وعِصيًّا، وغازًا مسيلاً للدموع. كان هناك ما يقارب المائة منهن، بعضهن يشارك في هذه المعارك، والآخر يكتفي بالمراقبة من بعيد"، مضيفًا: "لقد كان الأمر مخيفًا للغاية، وإذا لم نتدخل بسرعة ربما كان الأمر انتهى بشلال من الدماء".وتفيد صحيفة "تايمز" البريطانية بأنه تمّ اعتقال 8 فتيات، فيما غرقت فرنسا في جدلٍ واسعِ النطاق حول هذه الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت مؤخرًا، فيما تشير الإحصائيات إلى وجود ارتفاع في ظاهرة العنف بين المراهقات يقدر بـ140% منذ العام 2002.وحينما التقت الصحيفة البريطانية بعضًا من هؤلاء الفتيات الأسبوع الماضي، تبيّن أنهُنّ مراهقات ترعرعن في بيئة متعددة العرقيات؛ حيث كان العنف أمرًا طبيعيًّا. ورغم ذلك فقد وُجد أن ملابس هؤلاء المراهقات مواكبة للأحدث الصيحات، وأنهنّ يستعملن الماكياج، ويعتقدن أن الغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء هما الطريقة الأمثل لتسوية نزاعهن حول المراهقين الذكور من نفس أعمارهنّ.إحدى هؤلاء الفتيات تدعى "آوا"، تنتسب لإحدى عصابات المراهقات في "ميوكس" بالقرب من باريس، وهنّ على عداء مع إحدى عصابات مدينة نويزيل، التي تبعد 25 ميلاً عن العاصمة باريس. وتتخذ المواجهات بين الفريقين من محطة الحافلات في تشيليز مقرًّا لها.وحول أسباب هذه الأزمة تقول "آوا"، 16 عامًا، والتي كانت ترتدي سترة سوداء، وقميصًا أبيض: "لقد بدأ كل شيء بسبب إحدى فتيات نويزيل، التي كانت تتقرب من فتيان ميوكس. وقد اتصلنا بها هاتفيًا، وطلبنا منها التوقف عمّا تفعله، وأوضحنا لها أنها لا تستطيع، وهي من أهالي نويزيل، أن تخرج مع فتياننا من ميوكس. لكن الفتاة أخذت المكالمة بمحمل سيئ، وأخبرتنا أنها ستنزل للشارع برفقة بعض زميلاتها لتسوية القضية، وكان علينا أن نواجههُنّ".وتكمل إحدى الشرطيات، بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز": "ومن ثَمّ حدثت مصادمات في محطة الحافلات بتشيليز ظهر الجمعة الماضية، لكنها لم تتعدَ بعض اللكمات بالأيدي بين 5 أو 6 من الفتيات. إنّها المعركة التي لم أرَ في حياتي مثيلاً لها من قبل بين عصابات المراهقات، لقد كنّ يبصقن ويشتمن، لقد كنّ عدوانيين حقًّا. ورغم ذلك فأنا لستُ مذهولة مما حدث؛ لأن جميع الفتيات يرغبْنَ في التقرب من الفتيان هذه الأيام".وتردف الشرطية: "لقد أصبحت ظاهرة عصابات الشوارع أمرًا عاديًّا في ضواحي باريس، وكانت فقط مسألة وقت لتنتقل هذه الظاهرة من صفوف الشباب إلى صفوف الفتيات".أما "جنابا"، إحدى المشاركات في معركة تشيليز، والبالغة من العمر 16 عامًا، فكانت ترى أن الموضوع مجرد دفاع عن سلطتهِنّ في المنطقة، قائلة: "لقد تربينا وهؤلاء الفتيان في ميوكس، وكنّا أصدقاء منذ الصغر، فمن الطبيعي أن نتوحد معًا ضد عصابات نويزيل".وحينما سُئلت عمّا إذا كانت هذه المعارك لها أي أبعاد عرقية، جاء ردّها مستغربًا: "ليست المعركة بين قاطني الضاحية من السود والعرب، أو أي شيء من هذا القبيل؛ فكلنا مندمجون في المنطقة، إنّها فقط معركة منطقة ضد أخرى". وختمت الصحيفة تغطيتها لهذه الظاهرة بمقولة لمحمد، البالغ من العمر 16 عامًا: "إنهنّ أشدّ قسوة منّا نحن الذكور؛ ففي اليوم التالي طاردت إحداهن ولدًا في المدرسة وبيدها سكين، وكان عليه أن يتسلّق إحدى الأشجار لينجو بنفسه من أمامها

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات