ريح التغيير تعصف باليسار الايطالي

ريح التغيير تعصف باليسار الايطالي

وإذا كان اليسار الراديكالي قد خرج نهائيا من المشهد السياسي الإيطالي، فإن عصبة الشمال المتحالفة مع سيلفيو برلوسكوني قد حققت انتصارا يفوق كل التوقعات، وحصلت على ما يقارب 9 في المائة، لهذا فهي شريك مهم بالنسبة لبرلوسكوني، وتطمح هذه المرة إلى تحقيق النظام الفيدرالي الذي طالما نادت به، إذ لم تستطع تحقيق ذلك عندما حكمت ولمدة 5 سنوات كاملة مع برلوسكوني، ابتداء من سنة 2001 إلى غاية 2006. وقدمت الكثير من الأعذار لعدم تحقيق هذا الهدف، وهذا ما يجعل اليسار يؤكد على أن برلوسكوني سيكون رهينة في يد أومبرطو بوصي زعيم عصبة الشمال الذي بدأ يطالب بخمس حقائب وزارية، على عكس ذلك يرد برلوسكوني قائلا، إن بوصي مخلص له و قد جرب الحكم معه، وأن عصبة الشمال لها من الأطر ما سيساهم في حكم البلاد بشكل جيد.هذا ويبدو أن برلوسكوني سيسلم رئاسة غرفة البرلمان الأولى إلى جان فراكو فيني، زعيم حزب الوفاق الوطني، وهو الحزب اليميني الذي سيتحد مع حزب برلوسكوني من أجل تأسيس حزب شعب الحرية، في حين سيحتفظ برئاسة الغرفة الثانية لحزبه.يشهد الجميع أن برلوسكوني دخل غمار الانتخابات وكله ثقة في النجاح، وفعلا تحقق كل ما كان يتنبأ به، حيث أنه قاد حملته الانتخابية هذه بواقعية كبيرة على خلاف المرات السابقة، ولم يعد بتحقيق المعجزات، بل اعترف بصعوبة المهمة، نظرا لما يعيشه العالم من صعوبات ومشاكل اقتصادية ومالية، بالإضافة إلى تغير المشهد السياسي العالمي، دون أن ينسى التأكيد على ما خربته حكومة برودي، مثل قضية الأزبال في نابولي التي تؤثر على السياحة الإيطالية.تجدر الإشارة إلى أن مسألة الأزبال هذه بمدينة نابولي تشبه ما تعيشه جل مدن المغرب وخصوصا الدارالبيضاء، غير أن نبابولي لا تسمح لا للبشر ولا للبهائم أن تعيش من الأزبال كما هو الحال عندنا، ويبدو أن المسؤولين عندنا لا يهمهم الأمر، في حين وعد برلوسكوني أن يقضي ثلاثة أيام في الأسبوع بنانولي إلى أن يحل هذا المشكل، القضية الثانية التي استعملها برلوسكوني في حملته الانتخابية هي أزمة شركة الطيران الوطنية اليطاليا، التي هي وشك الإفلاس، حيث عارض وبشدة أن تباع إلى شركة الطيران الفرنسية وبأبخس الأثمان مشجعا على عرض وطني يمكن أن يساهم فيه كبار رجال الأعمال والأبناك الإيطالية.أما المسألة العويصة التي تعيشها إيطاليا هي تراجع نمو اقتصادها ليقف عند الصفر، وهذا ما دفع ببرلوسكوني إلى التصريح بأنه يجب العمل بدعم القوة الشرائية للمواطنين ومواجهة مسألة غلاء المعيشة، وهذه الوضعية هي التي عصفت بحكومة برودي.