samedi 9 février 2008

ألـميريا البقعة السوداء في ماضي و حاضر المهاجر المغربي

ألـميريا البقعة السوداء في ماضي و حاضر المهاجر المغربي
أراضي فلاحية ترقص على نغمات عيشة الدبانة في البطانة
مهما تفننت الأقلام في صياغة العبارات والجمل، ومهما اجتهدت الأفكار في عكس صورة واقع حياة المهاجرين المغاربة بمنطقة ألميريا وما جاورها، فلن تفلح في إيصال الحقيقة .
حقيقة واقع حياة المغاربة هنا بهذه المنطقة المكهربة تمنح من يلمسها ويعانيها قوة نقش آلاف العناوين على الصخور والجبال الشامخة.
هنا وبالذات هنا بهذه الساحة الاسبانية كل شيء موجود ولا شيء موجود، كل شيء يجوز ولا شيء يجوز في فضاء أينع أحاسيس الخوف والرهبة في نفسية عمال مغاربة مغلوبين على أمرهم .
وأنا أعاين عن قرب بعض المخازن المهجورة اتخذها المغاربة المقيمين بالخارج مجبرين كمسكن دائم لهم، تعثرت لغة الكلام بداخلي وتعثرت معها كل أدوات القراءة والتحليل.
لو رأيت قطيع بعير يسكن في مثل هذه الأماكن لأعلنت الأسف والشفقة، فكيف سيكون الحال والأمر يتعلق ببشر تختلف أعمارهم من شباب يانع وشيوخ، منهم من تجاوز عقده السادس، غادروا منذ سنوات خلت أرض وطنهم المغرب ليعانقوا عالم الهجرة والاغتراب.
لم تكن غاية رحلتنا إلى ألميريا ، تقليب المواجع ، أو تحميل المسؤولية لطرف معين ، و لكن لمعاينة عن قرب ما هو واقع من ظروف تستدعي البحث و التنقيب ، و المشاركة من جهتنا كمنبر صحفي و إعلاميين ، لإيجاد المخرج المناسب للعلاقات المتوترة و الحلول الناجعة لكل المشاكل المطروحة في هده المنطقة بالذات مند سنوات خلت .
حللنا هنا محاولة من جهتنا للكشف عن حقيقة الأمور و ما يجري و يحدث، و تحرير وجهات النظر و معرفة ما مدى موقف الطرفين من الأجواء.
لم نجد في حقيقة الأمر صعوبة في اختراق فضاء المهاجرين المغاربة من اعتنقوا و اختاروا عالم الهجرة ، لتقديم خدمات يدوية و عملية ، تعود بالنفع الجلي على المنطقة ، خاصة في مجال القطاع ألفلاحي ، حيث أن النسبة العظمى منهم يشكلون العمود الفقري لهدا النشاط الاقتصادي الهام ، باعتباره يشكل الدعامة الأساسية في تنمية منطقة الأندلس بأكملها بشكل خاص و دولة اسبانيا بشكل عام .
و الكل يعرف و يشهد بهذا المعطى الواقعي ، لكن و في محاولة معرفة و جهة نظر الآخر من يشكل الطرف الأصلي للمنطقة ، فإن الأمور كانت مختلفة و ليست بالسهلة ، إن لم نقل مستحيلة ، حيث حتى ولوج مقهى أو مطعم في ملك السكان المحليين لطلب وجبة غذائية أو فنجان قهوة سوداء ، لم يكن بالعملية الهينة ، لما عرفته و استنتجته من كلام المهاجرين المغربة و الباعث عن الإحساس بالخوف .
ما ذكروه أن هذه المحلات أو المتاجر ممنوعة عليهم، و إذا ما حاول أحدهم تكسير القاعدة التي باتت مطلقة فإن نصيبه سيكون الطرد أو في بعض الأحيان الضرب مع مناداة رجال الأمن.
كل هذه الظروف كانت من وراء خلق فضاءات متفرقة ، حيث في بعض الأحياء و الشوارع تحسب نفسك متواجد بالمغرب ، فالغربة هنا و بهذه المساحة الجغرافية الأوروبية لها وجه آخر .
المغاربة بألميريا و نواحيها يتواجدون بنسبة كبيرة و أغلبيتهم يشتغلون في الحقول الفلاحية يشكلون شبابا و رجالا و نساء و أسرا أنجبت جيلا آخر من المهاجرين ، و عليه نجد أنفسنا أمام تساؤل جوهري و هام :
إلى متى سيبقي الحال على ما هو عليه ؟ إلى متى سيظل هدا الصراع الخفي و الصامت متواصلا ، لتستمر معاناة أفراد الجالية المغربية ؟
الوضع لا محالة يستلزم التفكير في صيغ معاملات تقوم على فكر إنتاج مستقبل آخر كله تعايش.
تــصريـحـات
عبد الله 26 سنة ، من المهاجرين الشباب بألميريا

عندما بدأت أول خطوة نحو الهجرة من قلعة السراغنة ، لم أكن أظن و لو لحظة أنني سأعيش حياة يصعب تحديد ملامحها و ما تفرزه من معاناة و آلام ، أنا اليوم أعيش مند قرابة ست سنوات بمنطقة إليخيدو ، أسكن في شبه غرفة لا تتوفر على الشروط الأدنى الأساسية ، فمن أجل الاستحمام نجد أنفسنا ملزمين على قطع مسافة طويلة لتطهير أبداننا بماء ساخن أحيانا و بارد في غالبية الأحيان .
أشتغل طيلة اليوم مقابل راتب شهري لا يتعدى 600 أورو ، في نظرك هل هو مبلغ يوازي مجهود عملنا ، أو بإمكانه أن يقضي حاجتي اليومية و ما أنا ملزم به اتجاه أسرتي و زوجتي الشابة التي تتواجد بالمغرب .
كل هدا قد يهون أمام المعاملات التي تستهدف حياتنا و استقرارنا و التي تقوم على الاعتداءات و الكراهية و البغض .
إننا نناشد كل من هو وراء هدا الوضع الكف و العدول عن هدا السلوك ، فنحن أشخاص نوايانا خدمة وطن المهجر و خدمة أنفسنا بشرف و عمل شريف و جاد ، فيكفي أننا نعيش في أوضاع سيئة كما لو أننا قطيع غنم أو طيور مهاجرة تعيش في الوحل .

مولود ، 58 سنة ، من المهاجرين القدامى بألميريا

إننا في حقيقة الأمر نعاني من مشاكل لا حصر لها، مشاكل أصبحت منذ مدة طويلة من السنوات ترافقنا وتلاحقنا من الصباح إلى المساء .
ولكشف هذه المشاكل نحتاج إلى وقت طويل وإلى أوراق كثيرة وإلى أكثر من جريدة أو تلفزة . على الصحافة المغربية بأجمعها أن تأتي إلى هنا وتعاين وتحلل وتنقل مدى المعانات التي نعيشها على مستويات عديدة .
فبالنسبة لظروف عملنا، نحن نشتغل طيلة اليوم في حقول الفلاحة المغطاة بمادة البلاستيك وهذا شيء حقيقة لا يحتمل بفعل قوة الحرارة التي تنجم عنها حيث
تتحول أجسادنا إلى شبه قطع لحم مطهية، نشتغل مقابل
أجور لا توازي قيمة عملنا، فأجرنا لا يتعدى 600€ أو 700 € شهريا. فقل لي أرجوك ما عساي فعله بهذا المبلغ ..؟ هل سيكفي لتوفير سكني وأكلي وإرسال جزء منه لأسرتي بالمغرب. أنا من مدينة الناظور، غادرتها مند حوالي 17 سنة عمري 58 سنة، متزوج وأب لستة أبناء .
من أجل أسرتي أتحمل كل الأعباء والمعاناة، فكما ترون هذا مسكني منذ 6 سنوات لا تتوفر فيه أدنى الشروط. أعيش برفقة صديق هو في مرتبة ابني، نشترك الحلوة والمرة ونحاول أن نبقى على قيد الحياة.
الوجه الآخر من المعاناة هو في نظري الأخطر ويشكل بيت القصيد هو طريقة تعامل أغلبية سكان هذه المنطقة مع المهاجرين المغاربة. طريقة تقوم على النظرة الدونية والاحتقار، إنهم يكرهوننا وكأننا مصابون بوباء معدي أو مرض خطير، فكل مرة نسمع عن حادث تعرض أحد إخواننا لاعتداء من طرف مجهولين، إما عن طريق الرشق بالحجارة أو الضرب أو الصدم بالسيارة والفرار، وكأنه حشرة تستحق الرفس.
لم نعد نؤمن على حياتنا وأصبحنا نعيش في دوامة كلها رعب وخوف وحيطة، وعندما يذهب احدنا لتقديم شكاية لدى الجهات الأمنية، فإن شكايته لا تمنح لها الأهمية المطلوبة ولا تؤخذ في الاعتبار.
منذ مدة قصيرة تعرض مغربي لاعتداء أدى إلى فقأ عينه وكسر في جمجمته. سجل الحادث ضد مجهول والضحية المغلوبة على أمرها أهدرت حقوقها .

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات