samedi 9 février 2008

حكايات إفريقية في الغربة


حكايات إفريقية في الغربة
كثيرون أصدقائنا يعرفون المبدع الإفريقي السنغالي عثمان سينين أو صينين كما ينطقها بعض الأدباء في أوروبا.هذا الكاتب كانت له في غربته كما لغيره من أقرانه حكايات عدة.. وقد ترجمت العديد من أعماله إلى اللغة العربية.كانت له نشاطاته العديدة في نقابات العمال السنغالية كما اشتهر بمواقفه المناضلة والمساندة للأجراء من العمال.وهو "أي عثمان" لديه عدة مواهب غير كتابة الروايات فهو مخرج سينمائي وأيضاً مؤرخ لإفريقيا وعاشق لها.تميزت أعماله باهتماماته السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والجريئة أيضاً، وقام أيضاً بتحويل العديد من قصصه القصيرة ورواياته إلى الخيالة وأخرجها.. ويقول بعض النقاد أن عثمان صينين هو أحد رواد الواقعية في الخيالة الإفريقية.ولد عثمان صينين في غرب السنغال بالتحديد في نواحي زينجو نتشور – كازامانس وفي فترة متزامنة مع الوجود الاستعماري الفرنسي في السنغال وما حولها.
وابتدأت غربته في الحياة منذ طفولته فقد عمل في عديد من الأعمال اليدوية ليعول ذويه، فعمل بناءاً ومساعد ميكانيكي سيارات وأيضاً عامل في مواسير المياه والمجاري.عندما بدأت الحرب العالمية الثانية انخرط عثمان صينين كغيره من آلاف الأفارقة للقتال إلى جانب فرنسا كما انظم إلى جيش فرنسا الحرة بعد استسلام فرنسا لألمانيا ظناً منه وكما ظن الكثيرون غيره أن فرنسا سوف تحفظ لهم هذا الصنيع والقتال إلى جانبها وتمنحهم حريتهم.وهذا أقل ما يمكن أن يتصوره أي إفريقي قاتل مع محتليه.. لكن ظلت السنغال محتلة لسنوات طويلة بعد انتصار فرنسا على النازية.بعد هذه الحرب وخيبة الأمل الإفريقية في الاستعمار ذهب عثمان صينين إلى فرنسا وانخرط في مجتمع عمال الرصيف في مرسيليا وهناك تعلم القراءة والكتابة باللغة الفرنسية ثم نشر روايته الأولى التي كانت تسرد معاناته وغربته في فرنسا.بعد استقلال السنغال تعمق اهتمام عثمان صينين بالخيالة وذهب لدراستها في الاتحاد السوفييتي السابق.. فكان إخراجه لشريط (البنت السوداء) الذي فاز بجائزة في مهرجان كان الدولي عام 1967مسيحي.البنت السوداء هي فتاة إفريقية اسمها (ديونا) غادرت بيت العائلة في داكار وسافرت إلى فرنسا لتعمل خادمة في بيت إحدى الأسر الأوروبية في انتيب ثم بعد تفاعلات عدة تنتحر ديونا ليذهب سيدها إلى داكار في محاولة لتبرير الحادث لكنه يفشل في إقناع عائلتها بالحجج التي ساقها.كانت لعثمان صينين صولات ومواقف شهد له بها مما أدخله في جبهات سياسية عدة وأخرج العديد من الأشرطة التي تهاجم الغرب وطريقته في التعامل مع أبناء القارة الإفريقية.وجد عثمان صينين نفسه في غربة أخرى غير التي كان يعاني منها، فقد اختلف أيضاً مع سنغور حول طرحه المسمى بـ(الزنوجة) حيث أكد صينين أن هذه الدعوة أو مفهوم الزنوجة (حديث بائس من قبل صفوة عاطلة عن العمل ومترفة وليس لديها أي مشروع لتطوير واقع إفريقيا).من أهم روايات صينين (عامل الميناء الأسود) وهي تروي حكاية عامل إفريقي اسمه (دياو فالا) يقتل امرأة بيضاء لأنها وبوقاحة نادرة ربما في نظره أرادت الاستيلاء على جائزة عن كتاب لـ(دياو فالا) نسبته لنفسها.. حيث يتم الحكم على دياو بالسجن وربما تنتهي حياته وراء القضبان.من أهم آراء صينين في الحياة الإفريقية أن الاستقلال والتحرر الاسمي من الاستعمار ليس كافيا بل إن العدالة الاجتماعية هي الضرورية لأنها تضمن حياة رغيدة وإحساس بأهمية الدفاع عن هذا الاستقلال.كما أن صينين كان من أول المدافعين عن المرأة وكيانها كإنسان وركز في رواياته على الشخصيات النسائية خصوصا.. كما كتب نصوصه بعدة لغات منها الفرنسية وأيضاً لغة الولف الإفريقية.ومن أعماله عن الندوب القبلية التي كانت تظهر على أجساد العبيد الأفارقة قسراً والمسماة إفريقياً بـ الفولتيك:صوت: بعد شهور عاد صيادوا العبيد إلى القرية، حيث أسروا (لوم) ولكن بعد فحصها أطلقوا سراحها.. لأنها كانت لا تساٍٍٍٍوي شيئاً بسبب الندوب التي على جسدها..صوت: الخبر انتشر في القرى المجاورة.. جاء الناس من أبعد القرى لاستشارة الجدة ولسنين طويلة وقرون ظهرت مجموعات متنوعة من الندوب على أجساد أجدادنا.. وهكذا صار أجدادنا بندوب قبلية.. لأنهم رفضوا أن يكونوا عبيداً..كان عثمان صينين أحد الأصوات الإفريقية التي تتميز بالشمولية في الفن والأدب بشتى مناحيه وأشكاله وقد عمل على تأكيد موقفه إزاء قارته عبر كل الأدوات التي استعملها في إبداعه وخاصة الخيالة..لذلك كانت شهرة صينين واسعة تتجاوز إفريقيا إلى العالمية لكنه ظل على موقفه الإنساني الرائع وعانى من الغربة وكابد كثيراً لأنه كان يؤمن بالرسالة التي يهتم لها ويعمل عليها

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات