jeudi 6 mars 2008

المقامة الباريسية للدراسة في باريس

المقامة الباريسية للدراسة في باريس
قادني حظي التعيس إلى الذهاب للدراسة في باريسوأنا كما تعلمون فلاَّحٌ من نسل فلاَّحقضيتُ طفولتي بين الأدغال لم ألبس يوماً حذاءً ولا سروالوحين عزمتُ على السَفَرْ وذاعَ في قريتي الخَبرْاِجتمعتْ نسوةُ القرية يندِبن فُراقي ويقلنَ زينُ الشباب ما لجرحهِ من راقيوودعتني القبيلة بشلالٍ من الدموع ولبسوا السَّواد من بعدي أُسبوعحتى إذا وصلنا المطاردخلنا بطن دابةٍ كبيرة، أكبر حتى من مضافة شيخ العشيرة فسألت ما هذه فقالوا هي الطائرةوبعد فترةٍ قصيرة تحركت الدابة بسرعةٍ كبيرةثم ما دَرَيتُ إلا والأرضُ تغور والسماء تدوروالغيوم تلفحنا كأسراب الطيور فقلت هذا والله يوم النشور، هذا وربي يوم الحساب وسيحشرني الله مع هؤلاء الأغراب، ثم أغمضتُ عينيَّ أنتظر الجحيم فسمعت صوتاً أشبه بصوت الحريمففتحت عينيَّ على عجلْ وإذا بحوريةٍ تنظرُ إليَّ بِوَجَلْفقلتُ مُستغرباً : هل أنا في الجنة وأنت من الحور العينقالت لا يا سيدي، أنت في الجو وأنا المضيفة نسرينثم سارت بنا الطائرة حتى هبطنا أرض العجموهناك رأيت ما لم تَرَهُ عينٌ أو يتحركُ بكتابته قلمرأيت أبنيةً تكاد تُناطح السَحاب ونساءً يمشين في الشارع دون حجاب، كاسياتٍ عارياتٍ لكن وربِّ الكعبة جميلاتولاح لي من بعيدٍ صرحٌ عظيمٌ فقررت قصدهُ ولو كان وراء الجحيم، حتى إذا وصلت رأيت حوله جُموعاً غفيرةيتزاحمون كالجياع على قصعةٍ صغيرةفقلت أ كعبةٌ في بلاد الفرنجة ؟ سأطوف حولها فأحظى بأجرِ حِجَّةوزاحمتُ القوم أُريد لثمَ الستار فتراءى لي شيخ عليه سِمة الوقار، يقف بهيبةٍ متكئاً إلى عمودٍ، لا يمر أحَدٌ إلا ويعطيه نقودفقلت هذا خادم البيتِ والله، فسألته أحجٌ أم عمرةٌ يا عماهفنظر إليَّ بسُخطٍ وقال، أنا لست عمَّك وحجكَ غير مقبولفهذا بُرجُ إيفل أيها المسطولقرأت على روح إيفل الفاتحةوقررت العودة إلى قريتي الكادحةبعد هذه الزيارة الناجحة

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات