mardi 29 janvier 2008

مهاجرون عرب في اوروبا وامريكا

مهاجرون عرب في اوروبا وامريكا
على رغم وجود أكثر من مليون مهاجر مسلم في الولايات المتحدة، فإنه نادراً ما تتم الإشارة إليهم في خضم النقاش الأميركي حول الهجرة. وأكثر من ذلك، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه مؤخراً مركز "بيو" للأبحاث، أن المسلمين "مندمجون جيداً" في المجتمع الأميركي، ويتبنون آراء معتدلة حول معظم القضايا السياسية المطروحة. فبينما بعارض المسلمون الأميركيون في مجملهم الحرب الأميركية في العراق وأفغانستان، والطريقة التي تعاملت بها إدارة الرئيس جورج بوش مع الحرب ضد الإرهاب، إلا أنهم فيما يتعلق بالنجاح المادي تفوقوا على معظم الأميركيين.
فقد أعرب 71% من المسلمين في أميركا عن اعتقادهم بأنه يمكن تحقيق النجاح في الولايات المتحدة من خلال الاجتهاد في العمل، بينما أعرب فقط 64% من الأميركيين عن تلك القناعة. ولهذا السبب تم تفادي تلك الأزمات التي تواجهها أوروبا مع المهاجرين المسلمين والمرتبطة بالقضايا الثقافية وموجات العنف التي تندلع بين الحين والآخر، على غرار ما شهدته فرنسا في العام الماضي. ويرجع السبب في ذلك إلى توجه المسلمين الذين قدموا إلى أميركا نحو قطاع الأعمال نظراً لمستواهم التعليمي العالي، بينما لم يتوفر المسلمون في أوروبا على هذه الامتيازات، ما دفعهم إلى امتهان أعمال وضيعة والانعزال عن المجتمع في أحياء مغلقة. وبهذا المعنى يصبح تواجد المسلمين في أوروبا شبيهاً إلى حد كبير بتواجد المهاجرين من أصول لاتينية في الولايات المتحدة. والفرق الأساسي بين الطرفين هو أن أغلب المهاجرين من أصول لاتينية يدينون بالكاثوليكية وليس بالإسلام، الشيء الذي يبعد شبح المواجهة الدينية في أميركا خلافاً لما هو مطروح في أوروبا. ولا تنحصر التحديات الأوروبية في كيفية التعامل مع التطرف الإسلامي الذي بدأ يستقطب بعض المسلمين في الغرب، بل أيضاً طريقة التعاطي مع طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فانتخاب نيكولا ساركوزي، بمواقفه المعروفة، لا يبشر بأخبار سارة تنتظرها تركيا، لاسيما أنه بنى حملته الانتخابية على أجندة واضحة ترفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وعلى رغم أن هذا الموقف المتحفظ قد يتغير مع مرور الوقت، إلا أنه ما لم يتم احتواء التطرف الإسلامي، فإنه من غير المرجح أن تُقبل تركيا كجزء من المنظومة الأوروبية. ولا ننسى أن كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا منهمكتان في تطوير التكنولوجيا المتقدمة القادرة على مراقبة الحدود وتتبع المهاجرين غير الشرعيين لدى وصولهم. ومع أن تلك الوسائل قد تساعد على الحد من تدفق المهاجرين وتسهم في تهدئة المخاوف، إلا أن الأمر يحتاج إلى تدخل أكبر في حياة الناس ومراقبة لصيقة لأنشطتهم. والجدير بالذكر حقاً أنه على رغم الكلام الكثير الذي يقال عن العولمة وتسطح العالم وما إلى ذلك، فإن الحواجز والحدود مازالت تقام يومياً في العالم لمنع وصول المهاجرين من البلدان الفقيرة إلى الدول الغنية
.

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات