samedi 26 janvier 2008

قصص نساء مهاجرات في اسبانيا

قصص نساء مهاجرات في اسبانيا
نساء مهاجرات في اسبانيابنت حلالةفتاة من القنيطرة ، تعيش في مدريد من حوالي 4 سنوات، تريد أن تخبرنا عن قصتها. كانت تعيش حياة هادئة مع والديها وأختها: لقد اغتصب أبي أختي وهي في 18 من عمرها وسقطت حاملا ، كان يهددها إن هي أخبرت أمي، وقد لاحظت هذه الأخيرة انقطاع الدورة الشهرية عنها فسألتها وقررت أن تصطحبها عند الطبيب.. خافت أختي فأجهشت بالبكاء، كانت صدمة والدتي قوية، انهالت عليها بالضرب كالمجنونة تسألها: من؟ من؟ وقبل أن تلفظ أنفاسها من شدة الضرب على رأسها نطقت "با"، حينما علم هذا الأخير بانفضاح أمره، توسلها وطلب منها أن تعترف بالجريمة وتخفي الحقيقة حتى يبقى أحدهما خارج السجن ويوكل لها أكبر المحامين للدفاع عنها. وما أن تخطت عتبة السجن حتى طلقها وتنكر لكل شيء.اضطرت الشابة للذهاب عند خالتها، ولما علمت إحدى الجارات التي تعمل في إسبانيا بالحدث ساعدتها على الهجرة. وهي الآن تعمل لكي تحصل على النقود الكافية لرعاية والدتها وللدفع لأي متطوع يقبل الانتقام من والدها مكانها.خديجة32 سنة من ضواحي القنيطرة، هاجرت إلى إسبانيا سنة 1989، أخرجها أبوها من المدرسة في السنوات الأولى ليزوجها إلى شيخ (عون السلطة) الذي يكبرها ب 30 سنة تقريبا، سبق له أن تزوج لمرات عدة قبلها، تكرهه خديجة بشدة كما تكره أباها، الذي توسلته متحرقة أن يصرف النظر عن تزويجها بذلك الرجل، لكن دون جدوى، ابتلعت كمية كبيرة من الأقراص لتنتحر لكن لم تفلح. كان الزوج يمنعها من الخروج والاقتراب من النافذة أو الباب الموصد باستمرار ولا يفتح إلا عند إيابه وخروجه. كان شديد الغيرة لحد الهوس، حتى من أبنائه الذين أنجبهم في مراحل زيجاته الأولى. وذات يوم وهو في السوق الأسبوعي، تشاجر مع ابن عمها الذي كان قد تقدم لخطبتها قبله، فأرداه قتيلا. دخل الزوج السجن وأعادها أبوها إلى البيت تاركا ابنيها عند أهل أبيهما.. لم تتحمل فراق فلذات كبدها، توسلت أباها ولم يرحم أمومتها، واحتج أنه " لن يخدم على 3 أفواه" ولم تتمكن من رؤيتهما. علمت إحدى صديقات أمها، التي كانت قد هاجرت منذ مدة إلى إسبانيا، بما حصل لها فساعدتها على الهروب والهجرة، هي الآن تشتغل مع عائلة بمدريد تحترمها وقد واعدوها بالمساعدة لتجلب أبناءها بدورهم إلى إسبانيا. خالتها تسهل لهم مأمورية مكالمتها مرة كل شهر. رغم أنها تعيش في وضعية قانونية تخاف أن تعود إلى المغرب لكي لا تطلب في بيت الطاعة إن خرج زوجها من السجن لينتقم منها.ثورياشابة من إحدى المدن الصغيرة بجهة الغرب الشراردة بني حسن، تبلغ من العمر 24 سنة، حصلت على الإجازة في الاقتصاد. أخوها الذي يكبرها حاصل على دبلوم معهد عالي لكنه لم يوفق في الحصول على شغل. توفي أبوها وتأزمت أوضاع المعيشة أكثر. تعرفت ثورية على شاب إسباني من قرطبة. ساعدها على الهجرة، عاشت معه أربعة أشهر في مالقة ثم رحلت بعد ذلك إلى مدريد. احتجت بعدم الاستمرار معه نظرا للخلاف الدائم بينهما والناتج عن انتمائهما لمجتمعين وثقافتين مختلفتين. تكابد الآن للتمكن من الاستقرار.عائشةمن القنيطرة عمرها 32 سنة، تزوجت وهي في سن 16 مات زوجها الذي كان يكبرها بـ 24 سنة تاركا لها طفلتين. كانت تتقن الخياطة فخرجت للبحت عن عمل وقصدت " سيدات المجتمع الراقي" بالرباط وصدفة دخلت بيت أحد كبار المنتخبين بالعاصمة وربطت علاقة طيبة مع زوجته: إلا أن هذا الأخير بدأ يتحرش بها وحينما امتنعت شوه سمعتها لدى زوجته وطلب منها أن تنبه صديقاتها وأن لا يدخلنها بيتهن لأنها " بائعة هوى"، ضغط عليها ليقطع رزقها، أفهمها ذلك فاستسلمت له بعدما حاصرها وأخذ يصطحبها معه إلى أماكن اجتماعاته بمناطق متعددة و كان كريما معها إلا أنه كان يسائلني عن الجواهر والهدايا التي يشتريها لي ويطلب مني أن أتزين بها له. "كان يشتري ما لذ وطاب من الأطعمة في أفخم المطاعم وأغلاها، ونظرا لكثرة السكر لم يكن يستطع تذوق تلك الوجبات وكان يلقي بها في القمامة". كان قلبها يتمزق وتتمنى آخذ ذلك إلى بيت عائلتها، لكن كرامتها وأنفتها منعتها من ذلك رغم أن بناتيها وأمها محرومات من تلك الأصناف ولكن ليس بيدها حيلة. كان خليلها يحب أن تتجمل وكانت تذهب مرات عديدة إلى الجوطية و تشتري ملابس، تغسلها جيدا و تكويها و تقول له أنها اقتنتها من المحلات الفاخرة و ذلك لتوفير النقود لتسليمها لأمها.. و كان يظن أنها اشترتها من أغلى المحلات بالنقود التي يعطيها إياها كانت تصرف النقود على أسرتها وتعمل على إرضائه. أصبحت تتوسله بأن يساعدها على الحصول على جواز السفر والتأشيرة وتعده بأن تسافر معه إلى الخارج. وحينما حصلت على مبتغاها هاجرت إلى إسبانيا وقطعت كل صلة به تائبة، نادمة، كارهة الظروف التي اضطرتها لتدخل عالم النخاسة وهي تشتغل الآن كمنظفة بأحد الفنادق وفي وضعية قانونية. تعمل جاهدة لإحضار ابنتيها وأمها إلى إسبانيا لتقطع العلاقة نهائيا مع ماض بئيس لم يعرضها إلا للمهانة وانتهاك الكرامة والحاجة وبيع جسدها.جميلة22 سنة من نواحي القنيطرة تعيش بإسبانيا منذ 1993. كرهت وضعها في المغرب كخادمة " من دار لدار". كانت تتابع دراستها في الصف الابتدائي حينما توفي أبوها في حادثة سير وخرج أخوها منها معوقا وهما في طريق عودتهما إلى مدشرهم. كانت مشغلاتها تستغلنها من الفجر إلى وقت متأخر من الليل وليس لديها يوم عطلة تستريح فيه. ذات يوم في الحمام العمومي بالمدينة التقت بمهاجرة تشتغل بإسبانيا، بعد حوار دار بينهما وعدتها أن تساعدها على الهجرة شريطة أن تشغلها بمعرفتها، فوافقت، تركت إخوتها وأمها لكنها وعدت بإرسال النقود لمساعدتهم على تحسين ظروف عيشهم وتسديد الديون التي كانت بذمة أبيها.نوال27 سنة مطلقة من سيدي قاسم، تعيش بمدريد منذ سنة و نيف لأن أوضاعها داخل أسرتها سيئة ولا شيء لديها تعمله في المغرب لتلبية حاجيات إخوتها من لباس وأكل ومصاريف المدرسة. تركتهم مع أمها وتوجهت إلى إسبانيا لتشتغل وتمكنهم من عيش أفضل بفضل النقود التي سترسلها لهم حينما تعثر على عمل.عبيرمن ضواحي مولاي بوسلهام هاجرت إلى إسبانيا سنة 1997 في إطار التجمع العائلي لأن النقود التي كان يرسلها زوجها غير كافية، لديهم 6 أطفال بالإضافة إلى أختها ووالدي زوجها. تركت أبناءها عند أهلها وهاجرت إلى مدريد للبحث عن عيش أفضل لكنها صادفت صعوبات جامة لكن ليس لديها اختيار و فضلت المكابدة بديار الهجرة بحثا عن النقود التي ينتظرها أهلها بالمغرب.و خلاصة القول أنه إذا كانت بعض النساء قد هاجرن في إطار التجمع العائلي وأخريات كن يشتغلن كخادمات عند بعض الأجانب خلال إقامتهم في المغرب وأخريات اضطررت لامتهان الدعارة رغما عنهن، فإن الكثيرات منهن قد هاجرن بفضل مساعدة وسيط ما ( أحد أفراد العائلة هاجر في السابق، صديق أو زوج صفقة أو حراك...) إذ من خلال محنتهن تبين أنه للهجرة إلى الخارج لا بد من حلقة وصل ومن وسيط يسهل مأمورية العبور، والهجرة تتطلب من المرأة إيجاد نقود، وهذا يتم في الغالب أيضا عبر مساعدة العائلة التي تطمح إما إلى تحسين أوضاعها بعد حصول المهاجرة على عمل أو تسهيل مأمورية الالتحاق بها في المستقبل، كما أن المهاجرات لم يخرجن كلهن بطريقة قانونية، مما نتج عنه ازدهار مافيا الاتجار في " اللحوم البشرية". فإذا كان " الحريك" منطق مرفوض فهو يطبق لكونه الحل الوحيد والأوحد لتحسين وضعية أسر وشرائح اجتماعية عريضة بفعل تسارع وتيرة التفقير و التهميش والإقصاء و فقدان الأمل و عن عدم الشعور بدفء احتضان الوطن لأبنائه لاسيما الشباب منهم. و أمام هذا الوضع يبحث الشباب و الكهول، ذكورا و إناثاً، عن سبل الحريك هكذا تستغل شبكات التهجير بؤس مجتمع يرى خلاصه في الهجرة كحل للخروج من البطالة والتهميش.

Aucun commentaire:

جمعيات عالمية

عقد شراكة بين جمعيات أجنبية ووطنية

Google

جمعيات لمساعدةَ عامة الناس

جمعيات